ماذا يعني تجاوُز الدين العام الأميركيّ السقف المحدّد؟ | اقتصاد

تجاوز الدين المحلي للولايات المتحدة المستحق على الحكومة الحد الأقصى الذي حدده الكونجرس مطلع الأسبوع الماضي ، وسط أزمة قد تعمق بين الحزبين الديمقراطيين والجمهوريين.

وتعهد الجمهوريون في الكونجرس بعدم التصويت على أي مقترحات “يسيطر عليها الديمقراطيون” للبيت الأبيض لرفع سقف ديون الحكومة.

بلغ إجمالي الدين المحلي المستحق على الولايات المتحدة 31.4 تريليون دولار ، وهو رقم يعادل 125٪ من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.

في محاولة من البيت الأبيض لإدارة أزمة الديون الحالية ، نفذ عدة إجراءات استثنائية في محاولة لخفض الإنفاق قدر الإمكان ، لتجنب أي عجز في الميزانية الحالية أو التخلف عن سداد أي ديون متأخرة.

ومع ذلك ، سيتم تنفيذ هذه الأدوات المعتمدة بحلول يونيو المقبل ، وفقًا للبيت الأبيض ، وبعد ذلك قد لا يتمكن من الوفاء بالكامل بالتزاماته تجاه الميزانية أو الدائنين.

ويعني هذا الافتراض أن الولايات المتحدة ستدخل مرحلة التخلف عن سداد الديون المستحقة ، وقد يتسبب ذلك في حدوث أزمة للدولار الذي يُصنف على أنه أكبر عملة احتياطية في العالم.

وبالفعل حذرت وزيرة الخزانة جانيت يلين يوم الجمعة من أن الفشل في حل قضية رفع سقف الديون سيؤدي إلى إضعاف الدولار الذي يلعب دور العملة الاحتياطية لمعظم دول العالم.

وقالت يلين: “إن التخلف الأمريكي المحتمل عن السداد قد يتسبب في أزمة مالية عالمية ويقوض دور الدولار كعملة احتياطية”.

المأزق الحالي هو الحد الأقصى للمبلغ الذي يمكن أن تقترضه حكومة الولايات المتحدة لدفع الفواتير الحالية.

يجب أن يعمل الكونجرس على رفع أو تعليق هذا السقف ، المعروف باسم حد الدين ، أو المخاطرة بإغراق الولايات المتحدة في ركود له تداعيات عالمية ، وفقًا لاقتصاديين ومسؤولين كبار بالإدارة.

ديون البلاد ، نتيجة عقود من الإنفاق وافق عليها المشرعون من كلا الحزبين ؛ لكن الجمهوريين ، الذين سيطروا على مجلس النواب هذا الشهر ، سعوا إلى إلقاء اللوم بالكامل على الديمقراطيين حيث تعهدوا بالسعي إلى إجراء تخفيضات كبيرة في الإنفاق الفيدرالي هذا العام.

الخلاف بين القطبين يمهد الطريق لمعركة سياسية عالية المخاطر في الأشهر المقبلة ، حيث من المتوقع أن تستنفد الولايات المتحدة جميع تحركات الميزانية الخاصة المتبقية لمنع الحكومة من التخلف عن السداد.

في رسالة إلى المشرعين الأسبوع الماضي ، قال وزير الخزانة إن هذه “الإجراءات غير العادية” يمكن أن تدعم المالية الفيدرالية حتى أوائل يونيو على الأقل.

تاريخيًا ، لم تتخلف حكومة الولايات المتحدة عن التخلف عن السداد أبدًا ، وحتى مجرد احتمال التخلف عن السداد كلف الاقتصاد غالياً.

وهزت مواجهة مماثلة بين المشرعين الجمهوريين والبيت الأبيض بقيادة الديمقراطيين في عام 2011 الأسواق وأضرت بالائتمان في البلاد وكلفت دافعي الضرائب أكثر من مليار دولار.

في ذلك الوقت ، لم تنته المخاطر المحسوبة حتى توصل الرئيس باراك أوباما إلى اتفاق مع الجمهوريين بشأن حد الإنفاق لمدة 10 سنوات ، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الأحد.

ما هو سقف الدين؟

يُعرَّف سقف الدين ، الذي يُطلق عليه أيضًا حد الدين ، على أنه الحد الأقصى لمبلغ إجمالي الأموال التي يمكن للحكومة الفيدرالية اقتراضها من خلال سندات الخزانة الأمريكية ، مثل السندات وسندات الادخار.

سبب هذا القرض هو الوفاء بالالتزامات المالية للحكومة الأمريكية. لأن الولايات المتحدة تعاني من عجز في الميزانية ، يتعين عليها اقتراض مبالغ ضخمة من المال لتسديد فواتيرها.

بمجرد الوصول إلى الحد الأقصى ، بدأت الإدارة الأمريكية في استخدام “إجراءات استثنائية” لمواصلة دفع الالتزامات الحكومية.

هذه الإجراءات هي في الأساس أدوات محاسبة مالية تحد من بعض الاستثمارات الحكومية بحيث يستمر سداد الفواتير المستحقة للحكومة ويمكن استنفاد هذه الخيارات بحلول يونيو المقبل.