8,8 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويا سببها تلوث الهواء

ووجدت الدراسة أن الأوزون ، بصرف النظر عن الملوثات الأخرى ، يرتبط بأكثر من 3٪ من حالات دخول المستشفيات لأمراض القلب التاجية وفشل القلب والسكتة الدماغية.

أظهرت دراسة كبيرة صدرت يوم الجمعة أن هناك صلة بين تلوث هواء الأوزون ومعدل دخول المستشفى لأمراض القلب ، في آخر تحذير بشأن المخاطر الصحية لغازات الاحتباس الحراري.

بينما تساعد طبقة الأوزون في الغلاف الجوي العلوي على منع الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الوصول إلى الأرض ، فهي على مستوى الأرض مكون رئيسي من الضباب الدخاني الذي يلوث معظم المدن الكبرى.

حذر العلماء من أن نوعًا مختلفًا من تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة يُعرف باسم “ BM 2.5 ” يسبب ما يقدر بنحو 8.8 مليون حالة وفاة مبكرة سنويًا ، لكن التأثير الكامل للأوزون على الصحة لا يزال قيد الدراسة والبحث.

يتكون الأوزون في الغلاف الجوي عن طريق تفاعل كيميائي عندما يتحد ملوثان ، غالبًا ما ينبعثان من السيارات أو الأنشطة الصناعية ، في وجود ضوء الشمس وقد ثبت أنهما يتداخلان مع عملية التمثيل الضوئي ونمو النبات.

وأوضح الباحثون أن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تقيم مخاطر الإصابة بأمراض القلب في المستشفيات عندما ترتفع مستويات الأوزون فوق المعدل اليومي المقبول وفق معايير منظمة الصحة العالمية وهو 100 ميكروغرام لكل متر مكعب من الهواء.

أشارت الدراسة المنشورة إلى أن الباحثين نظروا في بيانات دخول المستشفيات من عام 2015 إلى عام 2017 في 70 مدينة صينية ، تم جمعها لأغراض التأمين الصحي.

يتعلق هذا الرقم بـ 258 مليون شخص في هذه المدن ، وهو ما يمثل حوالي 18٪ من سكان الصين.

قارن الباحثون حالات دخول المستشفيات ببيانات جودة الهواء التي يتم رصدها في الوقت الفعلي في هذه المدن.

ووجدت الدراسة أن الأوزون ، بصرف النظر عن الملوثات الأخرى ، يرتبط بأكثر من 3٪ من حالات دخول المستشفيات لأمراض القلب التاجية وفشل القلب والسكتة الدماغية.

ارتبطت كل زيادة بمقدار 10 ميكروجرام في الأوزون لكل متر مكعب من الهواء بزيادة قدرها 0.75٪ في حالات النوبات القلبية في المستشفيات وزيادة بنسبة 0.40٪ في حالات السكتة الدماغية.

وقال مؤلف الدراسة شاوي وو من جامعة شيان جياوتونغ وزملاؤه لوكالة فرانس برس ، في حين تبدو هذه الزيادات متواضعة ، إلا أن التأثير “أكثر من 20 ضعفًا” عندما تتجاوز مستويات الأوزون 200 ميكروغرام في الصيف.

وأوضح الباحثون أن هناك صلة بين تلوث الأوزون و 15٪ من النوبات القلبية و 8٪ من السكتات الدماغية ، وفقًا لهذا المثال ، تعتبر حالة متطرفة.

دعا الباحثون إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة لتقليل استهلاك الوقود الأحفوري ، بالإضافة إلى نظام إنذار مبكر يسمح للناس بالحد من تعرضهم في الأيام التي يكون فيها تلوث الأوزون مرتفعًا.

نظرًا لأن الدراسة كانت قائمة على الملاحظة ، فإنها لم تظهر علاقة مباشرة بين تلوث الأوزون وأمراض القلب.

لكن كريس مالي ، الباحث في تلوث الهواء بجامعة يورك في المملكة المتحدة والذي لم يشارك في الدراسة ، قال إنها “إضافة مهمة للأدلة المتزايدة على وجود علاقة سببية”.

في عام 2017 ، قدر بحث من مالي أن تلوث الأوزون مرتبط بأكثر من مليون حالة وفاة بسبب أمراض الجهاز التنفسي كل عام.

وقالت مالي لوكالة فرانس برس “إذا أضيفت أمراض القلب والأوعية الدموية إلى هذا المجموع ، فإن العبء الصحي سيكون أكبر بكثير مما توقعنا”.

وأضاف أن “الأوزون ليس فقط تهديدًا لصحة الإنسان ، بل له دور كبير في تغير المناخ”.

وقال إن “اتخاذ إجراءات للحد من تلوث الأوزون هو بالتالي وسيلة رئيسية لتحسين الصحة العامة ومكافحة تغير المناخ في نفس الوقت”.