34 مهاجرا في عداد المفقودين إثر غرق مركبهم

وتأتي هذه الحادثة في وقت يريد فيه عدد كبير من المهاجرين مغادرة تونس إثر تصريحات سعيد “العنصرية”.

أعلنت السلطات التونسية ، الجمعة ، أن 34 مهاجرا غير نظامي من دول إفريقيا جنوب الصحراء يعتبرون في عداد المفقودين بعد غرق قاربهم قبالة الساحل الشرقي للبلاد.

وقال المتحدث الرسمي باسم محكمة صفاقس فوزي المصمودي ، إنه تم “إنقاذ أربعة مهاجرين فيما لا يزال 34 آخرون في عداد المفقودين” بعد غرق القارب الذي كان متوجهاً إلى الساحل الإيطالي قبالة صفاقس.

وأضاف أن المهاجرين يأتون من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

أفاد خفر السواحل ، الخميس ، بانتشال سبع جثث لمهاجرين غرق قاربهم قبالة سواحل محافظة صفاقس.

في 9 مارس / آذار ، أعلن خفر السواحل أن 14 مهاجرا من دول إفريقيا جنوب الصحراء قد غرقوا قبالة سواحل تونس ، حيث يواجه المهاجرون وضعا صعبا منذ أن ألقى الرئيس قيس سعيد خطابا بشأن المهاجرين غير الشرعيين.

وتأتي هذه الحادثة في وقت يريد فيه عدد كبير من المهاجرين مغادرة تونس إثر تصريحات سعيد “العنصرية”.

وانتقد الرئيس في تصريحاته الوجود الكبير للمهاجرين غير الشرعيين في بلاده ، متحدثا عن مؤامرة لتغيير “التكوين الديموغرافي” في تونس.

مع تحسن الأحوال الجوية ، تتسارع وتيرة محاولات المهاجرين لعبور البحر الأبيض المتوسط ​​في قوارب متهالكة في الغالب.

وأكد خفر السواحل التونسي ، في بيان ، الجمعة ، أنه أحبط 26 معبرًا حدوديًا غير قانوني خلال يومي الخميس والجمعة قبالة السواحل الشرقية والشمالية للبلاد.

وأضاف أنه “تم اعتقال 1080 من المشاة بينهم 25 تونسيًا بعد غرق قواربهم في البحر”.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى وجود أكثر من 21 ألف مهاجر من دول جنوب الصحراء في تونس بينهم طلاب.

تعتبر تونس نقطة عبور لآلاف المهاجرين من دول جنوب الصحراء الكبرى الذين يقومون برحلات غير نظامية عن طريق البحر إلى السواحل الأوروبية ، وخاصة السواحل الإيطالية.

تستقبل إيطاليا عددًا كبيرًا من المهاجرين من تونس عبر البحر الأبيض المتوسط. وبحسب معطيات رسمية ، استقبل هذا البلد أكثر من 32 ألف مهاجر في 2022 بينهم 18 ألف تونسي.

تونس ، التي يبعد ساحلها أقل من 150 كيلومترًا عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية ، تشهد بانتظام محاولات لمغادرة المهاجرين في إيطاليا.

أعلن منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ، الإثنين ، أن الاتحاد قلق بشأن تدهور الوضع السياسي والاقتصادي في تونس ويخشى انهياره.

وقال “إذا انهارت تونس فإن ذلك يهدد بتدفق المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي ويسبب عدم استقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. نريد تجنب هذا الوضع”.

تمر تونس بأزمة سياسية فاقمت من تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد ، التي لا تزال تتفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض لتمويل عجز الموازنة بمبلغ ملياري دولار ، وقد حصل على موافقة مبدئية من البنك في نهاية العام الماضي.

يتمتع الرئيس سعيد بصلاحيات كاملة منذ 25 يوليو / تموز 2021 واعتقلت السلطات العديد من الشخصيات السياسية. تندد أحزاب المعارضة الرئيسية بـ “الانحراف الاستبدادي” الذي يقوض الديمقراطية الفتية التي انبثقت عن ثورة 2011 التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي.